<HR style="COLOR: #d1d1e1" SIZE=1>
الاهتمام بمعالجة النفايات الطبية بطرق سليمة ضرورة بيئية
محارق النفايات الطبية مطامر في السماء
اعداد / المهندس _علاء كامل علوان
تعاد سنوياً مليارات الدنانير العراقية من تخصيصات وزارة الصحة العراقية الى وزارة المالية مع كل نهاية سنة مالية ويعود السبب في ذلك الى ضعف التخطيط والادارة في وزارة الصحة ومديرياتها في المحافظات ان جانباً مهماً يمكن لوزارة االصحة فيه استثمار وتوظيف الاموال المخصصة لها سنوياً بتحديث وتجديد محارق النفايات الطبية في المستشفيات العراقية اواعتماد تقنية التعقيم البخاري Autoclave او تقنية التعقيم بالموجات الصغرى Micro Waving
هنالك مئات المستشفيات العاملة في العراق اغلب محارقها قديمة الانشاء والتقنية ووصلت الى عمرها الاضمحلالي وتعاني من مشاكل تشغيلية تتسبب في تعطلها لفترات طويلة مما يؤدي إلى تراكم النفايات الطبية بكميات ضخمة على الرغم من المتابعات الدورية لوزارة البيئة لهذه المحارق ورفع تقارير بصددها
ان تقنية حرق النفايات الطبية إحدى أشد وأكثر التقنيات خطرا على البيئة وصحة الإنسان حيث تعتبر المنظمات البيئية العالمية إنشاء وتشغيل محارق النفايات سمة من سمات التخلف في الإدارة البيئية والتي ينتج عنها تدمير للسماء والأرض وتحويلهما إلى مرادم للنفايات الخطرة الغازية منها والصلبة . وقد بدأت الكثير من دول العالم بالإتجاه إلى التكنولوجيا الصديقة للبيئة والتي تعطي الكثير من الحلول العلمية المناسبة بيئيا وإقتصاديا معتمدة على التدرج في مشاريع بيئية وإقتصادية تهدف إلى إزالة وإقفال محارق النفايات الطبية حيث أقفل في اليابان وحدها نحو 4600 محرقة نفايات بسبب التشريعات البيئية الصارمة التي فرضت على إنبعاثات الديوكسين الخطر عام 1999. كما أقفل في الولايات المتحدة وحدها ما يقارب من 2500 محرقة نفايات
تتجسد مخاطر محارق النفايات الطبية في المستشفيات العراقية في مدى الوعي و الثقافة البيئية للمسؤولين والقائمين على إدارة تلك المحارق
والنقص في المهندسين والمختصين والفنيين اللازمين لتشغيل تلك المحارق وصيانتها مما يؤدي إلى خلق عجز في كفأة تلك المحارق واستمرارية عملها
أن أغلب المستشفيات في وطننا تتمركز في وسط المناطق السكانية , مما يشكل خطراً على تلويث الجو بتلك المنطقة والتي تحوي غالباً على كثافة سكانية كبيرة مما يهدد حياة العديد من الناس ولاسيما الاطفال وكبار السن والنساء الحوامل للخطر المباشر.
فخطورة محارق المخلفات الطبية تتمثل في محتوى تلك المخلفات التي يتم حرقها وما ينتج من عمليات الحرق هذه خصوصا إذا علمنا بأن لغازات الناتجة عن إحراق المخلفات الطبية متعددة الأنواع وتشمل :
حوامض الهيدروليك والفلوريك والغازات المنبعثة من المعادن الثقيلة مثل ( الزئبق والرصاص والزرنيخ والكادميوم والزنك) والدايوكسين اضافة الى أول أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت وأكاسيد النتروجين هذا بالإضافة إلى الرماد الناتج من عمليات الحرق والذي يحتوي على خليط من المواد التي تشكل خطورة كبيرة على البيئة , والذي يتطلب التعامل معه حرص شديد وطرق علمية وصحية للتخلص منه مما يزيد من تعقيد هذه العملية. يشكل حرق نفايات المستشفيات الطبية مصدرا أساسيا1 للديوكسين والزئبق وغيرها من الملوثات التي يسهل تجنبها. من المعروف عن الديوكسين أنها مواد مسببة للسرطان لدى الإنسان وقد تم ربط آثارها بعاهات خلقية وتراجع في الخصوبة وضعف جهاز المناعة وغير ذلك من خلل هرموني. أما الزئبق فهو يتسبب بخلل في نمو دماغ الجنين كما ويتسبب بتسمم مباشر للجهاز العصبي المركزي والكلى والكبد.
والجدير بالذكران النفايات الطبية يجب أن لا تخزن أكثر من 24 ساعة لأن ذلك سوف يؤدي إلى نمو العديد من الجراثيم كالبكتيريا و يؤدي كذلك إلى تلوث البيئة المحيطة و تصاعد الروائح الكريهة
مقترحات تطوير المحارق الطبية
1- انشاء بنك للمعلومات يخص المحارق الطبية في عموم العراق
2- اعتماد تقنية التعقيم البخاري Autoclave ( تقنية المعالجة بالضغط والحرارة ) او تقنية التعقيم بالموجات الصغرى Micro Waving
3- تشكيل لجان مراقبة وصيانة خاصة لمحارق النفايات الطبية في كل دوائر الصحة بالمحافظات ويكون فيها عضواً من مديريات البيئة في المحافظة
4- فرز دقيق للنفايات وتقليصها
5- يجب التأكد من جودة المصافي التي تعمل على تصفية الغازات السامة المتصاعدة من المحارق
6- تعزيز كوادر المهندسين والمختصين والفنيين اللازمين لتشغيل تلك المحارق وصيانتها